المجتمعمانشيت

لمحة عن حياة شهيدة فيان صوران ونضالها

فيان صوران، فتاة كردية تنتمي إلى عشيرة كبيرة من عشائر باشور كردستان، انتفضت ضد المجتمع الإقطاعي الذي ينكر وجود المرأة، وبدأت رحلة بحث طويلة. أشعلت جسدها ليكون شعلة تنير أرجاء الوطن.

فيان صوران، أو ليلى والي حسان من مواليد مدينة السليمانية عام 1981. عاشت في كنف عائلة إقطاعية قبلية. أنهت دراستها الابتدائية في مدرسة هاورامان بالسليمانية، والإعدادية في مدرسة بيمان. كانت تحب الدراسة كثيراً مما أكسبها حب رفاقها وحب المعلمين.

عاشت فيان في وقت كان المجتمع الكردي يعاني من مشاكل عميقة، ضمن مجتمع لا يعترف بأية قيمة اجتماعية للمرأة. وخلال تلك الفترة عانت فيان من مصاعب جمة في رحلة بحثها عن الحرية. لكنها أدركت بعد حين إن هذه الذهنية التي يفرضها النظام تؤدي بالمرأة إلى مزيد من العبودية، لذلك بدأت بالتصدي له. وكلما عثرت على إجابة جديدة لتساؤلاتها كانت تتعمق أكثر في مسيرة البحث عن الحرية.

عشيرة جاف التي تنتمي إليها فيان

عشيرة جاف التي تنتمي إليها المناضلة فيان عشيرة كبيرة تقطن في محيط مدينة السليمانية وكركوك. عشيرة جاف اعتبرت خروج فيان خروجاً عن قوانين العشيرة. لذلك تواصلت العائلة مع فيان وحاولت بمختلف الأشكال والسبل إقناعها للعودة، إلا أن كل تلك المحاولات لم تفلح في إقناع فيان للعدول عن رحلة بحثها عن الحرية. تصدت فيان لأعراف وتقاليد العشيرة التي تنكر أي حق للمرأة، وتوجهت إلى جبال الحرية لتنتسب إلى مدرسة الحياة الجديدة. لتحاول بكل جهد من أجل التعمق في فلسفة قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان، والتي تجسدت في مقولتها “فلسفة القائد آبو هي التي تنير ظلام الليل الدامس”. وكانت تقول أيضاً “كلما تعمقت في القراءة. أزداد إشراقاً، وأشعر بعمق بكل مآسي الشعب الكردي ومآسي المرأة الكردية”.

انضمام فيان صوران

في الوقت الذي كانت فيان صوران تواصل رحلة بحثها عن الحرية، تطورت وتصاعدت ثورة الحرية في باكور كردستان والقت بصداها على باشور كردستان. في ربيع عام 1997 تعرفت فيان على حركة الحرية، حيث وجدت الأجوبة الناجعة على أسئلتها.  لذلك رغبت بالانضمام إلى حركة الحرية. خاصة إنها أدركت إن المجتمع العشائري في باشور كردستان لن يضمن أية حقوق للمرأة. وبعد فترة وجيزة انضمت إلى حركة الحرية. ولكن وبسبب رفض العائلة وطلبها المتكرر أرسلت الحركة فيان إلى منزلها مرتين متتاليتين. إلا أن فيان أصرت على موقفها وانضمت إلى صفوف قوات الكريلا وتوجهت إلى جبال كردستان. لأنها وجدت قناعاتها ضمن صفوف حزب العمال الكردستاني. وكان لانضمامها أثر كبير على أهالي باشور كردستان.

نضالها ضمن حركة الحرية

لطالما كانت فيان صوران طالبة نجيبة ومجدة في مدرسة الحياة، وكذلك كانت أيضاً في مدرسة الثورة وفي أكاديميات جبال كردستان. كانت تقضي يومها بشكل منظم وتبدي أهمية كبيرة جداً للتدريب الشخصي. كانت ذات شخصية هادئة ورصينة، ومصدر ثقة لكل المحيطين بها. لم تكن تقبل بالحياة العادية، متواضعة، بعيدة عن التصنع، واثقة من نفسها وكانت دائماً في المقدمة. تؤدي جميع المهام الثورية الموكلة إليها مما جعلها مثالاً يحتذى به بين شباب باشور كردستان، لأنها أدركت جيداً أهمية المهام التاريخية التي تقع على عاتقها وعلى عاتق كل ثوري. كما أنها أدركت أن تأدية المهام هو من أهم مبادئ العمل الثوري. كانت تعتبر مثالاً رائعاً لحقيقة الدور الطليعي لشباب باشور كردستان. سعت بكل طاقاتها إلى محو وإزالة آثار الأعراف والعادات العشائرية. لقد استطاعت بكل جدارة الدفاع عن جوهرها الشبابي وجوهرها كامرأة.

كانت هناك مقولة تقولها فيان حول نظرتها إلى المقاتلين الجدد “إنهم مثل العجينة، يمكن تشكيلهم بأي شكل كان، ولكن بشرط أي يتحلوا بالإرادة القوية”. كانت تعتبر نفسها مسؤولة تجاه انضمام شباب باشور كردستان. تتواصل بشكل دائم مع المقاتلين المنضمين حديثاً وتطلعهم على حقيقة فلسفة قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان. تولت فيان صوران خلال فترة انضمامها إلى حركة الحرية العديد من المهام منها عضو مجلس حزب العمال الكردستاني، ووحدات المرأة الحرة- ستار.Viyan Soran-1

خصائص فيان صوران

تميزت فيان صوران بشكل خاص بتواضعها وابتسامتها الدائمة. أولت أهمية كبيرة لدور المرأة في مختلف المجالات العسكرية، السياسية، الاجتماعية ومختلف المجالات الأخرى. كما كانت تشارك بفعالية كبيرة في كل هذه المجالات. تميزت بمواقفها الجريئة والحرة. كانت مصدر ثقة وأمل لكل المحيطين بها. كما كانت تعشق الدبكة. كانت الدبكة تقربها من الحرية. وبنفس القدر كانت تثق بفلسفة قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان. وتثق بأن هذه الفلسفة ستحقق الوحدة والأخوة بين أبناء الشعب الكردي.

في إحدى أحاديثها تشرح فيان صوران حقيقة باشور كردستان

وتقول فيان صوران في شرحها “حقيقة باشور مختلفة جداً عن حقيقة باكور. في باكور يوجد ميراث نضال يمتد إلى 30 عاماً. كما أن مواقف العشائر الكردية في باكور كردستان والتي تقاتل ضد الشعب الكردي بشكل علني، أدى إلى تنامي نقمة الأهالي ضد العشائر. أما في باشور فهناك عبودية كبيرة جداً. والتنظيمات الموجودة في باشور ضعيفة جداً. وهذا الأمر يؤثر سلباً على شعبنا في باشور. وهذه التنظيمات هي المسؤولة عن الوضع الذي يعيشه شعبنا وتعيشه المرأة هناك. متى ستتخلى هذه التنظيمات عن خدمة القوى المحتلة. لقد كانوا على الدوام خدماً للمحتلين ووضعوا شعبهم في خدمة المحتلين. هذه الأحزاب والتنظيمات تؤدي بالأشخاص إلى خيانة أحلامهم منذ الطفولة. ففي مثل هذه الأوضاع كيف سيعشق أبناء هذا الشعب الحرية. الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الكردي هي وحدها الكفيلة بالقضاء على هذه الأشكال من العزلة”.

فيان صوران (ليلى والي حسان) أشعلت النار في جسدها بتاريخ الثاني من شهر شباط عام 2006 احتجاجاً على العزلة المفروضة على قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان.

زر الذهاب إلى الأعلى