بياناتمانشيت

بيان إلى الرأي العام

الميراث النضالي لشعب باكور سيقوده إلى الحرية رغم الإرهاب والحملات البربرية
التاريخ الإنساني على مر العصور زاخرٌ بالتضحيات الجِسام لشعوبها ضد الأنظمة الاستبدادية والقمعية لبلوغ حريتها وتحقيق العدالة الاجتماعية البعيدة عن القسرية والإرهاب ,وتهيئة الأرضية المناسبة لبناء أنظمة ديمقراطية اجتماعية لامركزية تعوّل على ارادة ورؤى شعوبها وتعمل وفق مصلحة الشعبِ ومبتغاه.
وبالرغم من الهزائم التي تعرضت لها الأنظمة السلطوية في منطقة الشرق الأوسط مؤخراً على يد شعوبها المنتفضة فالكثير من تلك الأنظمة الآيلة للسقوط لم تأخذ العِبر من سابقاتها التي سقطت وانهارت ، بل زادت من إرهابها وقمعها الدموي وعلى رأسها الدولة التركية ورأس حربتها / العدالة والتنمية / التي أثبت الزمن بأنها ليست مموِلةً للجماعات الإرهابية فحسب بل هي الإرهاب الحقيقي بعينه .
فالهزائم العسكرية المتتالية التي تعرضت لها التنظيمات الإرهابية المدعومة من النظام التركي على يد الشعب الكردي في روج افا ابتداءً من سري كانييه مروراً بالمقاومة التاريخية في كوباني و انتهاءً بتحرير شنكال وسد تشرين الاستراتيجي ،والإعلان عن تأسيس قوات سوريا الديمقراطية وممثلها السياسي , كان بمثابة وأدٍ لجميع مشاريعها العدوانية في سوريا ومنها “المنطقة العازلة” وكذلك النصر التاريخي الذي حققه الشعب الكردي في شمال كردستان في الانتخابات البرلمانية وعلى مرحلتين متتاليتين : قد أفقد النظام التركي صوابه , وبالتالي بدأ بالانتقام من هذا الشعب بقصف المدن الآمنة وحصارها وجعلها حرب إبادةٍ جماعيةٍ والعالم يقف متفرجاً.
إن سكوت الأسرة الدولية عن تمدد إرهاب حكومة “العدالة والتنمية ” في شمال كردستان وأدواتها كداعش والنصرة وغيرها من التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق بالتعاون مع دول أخرى متواطئة معها بات بمثابة ناقوس خطر يهدد السلم والأمن الدوليين ؛
وكل العالم بدأ يدرك بأن من يقف اليوم في وجه مصّدر و موجه آلة الإرهاب داعش / النظام التركي / هو الشعب الكردي في شمال كردستان , وما قمعه للشعب الكردي إلا رسالةٌ للعالم الحر بأنهم سيقومون بالانتقام ممن كسر شوكة الإرهاب داعش ونال من هيبتها وإرهابها , فالنظام التركي أصبح خطراً على العالم أجمع باحتضانه للمجموعات الإرهابية وإرسالها إلى المدن الآمنة في أوروبا وأمريكا والعالم الحر . وبالتالي على العالم أجمع أن لا يقف مكتوف الأيدي أمام إرهاب اردوغان , الذي بدأ يتصرف كزعيمٍ لعصابةٍ إرهابيةٍ وليس كرئيسٍ لدولة ,فما يقوم به لا يقل عما يحدث في المدن السورية من دمارٍ وخرابٍ بل يتجاوزها عنفاً وإرهاباً.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو: كيف يمكن السكوت عن طاغية يستشهد بهتلر النازي لإنشاء نظام حكم في دولة متعددة الأعراق والأديان والقوميات ؟ إلا إن انتفاضة الشعب الكردي في شمال كردستان باستمرارية ثورتهم المباركة من ناحية والمقاومة التاريخية التي هزت أركان النظام التركي في جميع المدن الكردية والتركية من ناحية أخرى , كان جواباً ورسالةً واضحةً لهذه الطاغية بأنها ثورة شعب ٍ يناضل من أجل دمقرطة تركيا ونيل حريته و حقوقه لأنه صاحبُ قضيةَ ارضٍ وشعبٍ ووطن .
وأكبر دعمٍ يمكن تقديمه لهذه الثورة المباركة هو انتصار ثورة روج آفا والمحافظة على مكتسباتها وبناء مؤسساتها الديمقراطية و تكاتف جميع شعوب المنطقة ودعمها للقوات المدافعة عن الديمقراطية وصاحبة المشروع الديمقراطي في الشرق الأوسط ،ولطالما لم يُهزم شعبنا في روج آفا أمام إرهاب داعش و المجموعات الإرهابية الأخرى بإصراره على النصر من دون أي تردد, وأضحى نبراساً يهتدي به أحرار العالم . سيتحول باكور إلى القبلة التي ستهزم رأس الإرهاب ومموله لا محال ، وستتحول إلى قلعة منيعة في وجه كل صنوف الإرهاب كما شقيقتها روج افا وهذه الحتمية في المصير المشترك كون العدو واحد ولو حاول الظهور بأقنعة مزيفة مختلفة.

إننا في حزب الاتحاد الديمقراطي “PYD”في الوقت الذي ندين فيه بأشد العبارات ,إرهاب وهمجية الدولة التركية على شعبنا الأعزل في مدن وقرى شمال كردستان, نجدد دعمنا له بتطبيق مشروعه الديمقراطي المتمثل بالإدارة الذاتية الديمقراطية والوقوف إلى جانبه حتى تحقيق كامل أهدافه ، كما نناشد العالم الحر والمجتمع الدولي وكل القوى المؤمنة بالديمقراطية بالقيام بواجبهم الأخلاقي والإنساني بالتحرك الفوري لإيقاف هذه المجازر, وفك الحصار عن المدن المحاصرة ,ودعم ومساندة هذا الشعب المقاوم في إحقاق حقوقه المشروعة وفق العهود والمواثيق الدولية , والتصدي بحزم في وجه إرهاب الدولة التركية وآلة القتل وحملاتها البربرية المُمَنهجة بحق الشعب الكردي في شمال كردستان .

المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي “PYD”

زر الذهاب إلى الأعلى