مقالات

هل يضيع حق وراءه مطالب

حسينة العلي

للكرد قضية إن عملت على إثارتها غضبت منك دول وثارت عليك أمم وأن سكت فقد ظلمت الكرد والكردستانيين وظلمت الحق أو ما تؤمن بأنه حق، فهل للكرد حق في أن يعيشوا باسم دولة مستقلة على أرضه وترابه؟

فهم أعرق أمة على الأرض وأقدم جنس البشر في الشرق الأوسط وأقدم حضارة في الوجود وهو يشكل رابع أكبر مجموعة بشرية في منطقة الشرق الأوسط بعد المجموعات التركية والفارسية والعربية .

ولا ننسى بأن الشعب الكردي أيضاً هو أعرق أمة في الكون كانت تحت وطأة الظلم والغبن والاضطهاد وجرت على أرضه تقاسيم تركت بصمة قوية على تاريخ الكرد وكردستان وبقساوة التاريخ نذكر هذين التقسيمين اللذين تعرض لهما بلاد الكرد وأولهما عام 1514 في معركة جالديران التي جرت بين الامبراطورية الفارسية والامبراطورية العثمانية وبموجبها قسمت بلاد الكرد إلى قسمين قسم تم ضمه إلى بلاد الفرس والقسم الآخر تم ضمه إلى العثمانيون. أما ثانيهما فقد جرى في اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 وبموجبها تم تقسيم بلاد الكرد إلى أربعة أجزاء ضم كل جزء إلى دولة من الدول التالية: “تركيا، إيران، العراق، سوريا” إلى الآن ما زال هذا الشعب العريق متشتتاً بين هذه الدول، والسؤال الذي يطرح نفسه إلى متى سيبقى هذا الوضع على ما هو عليه؟ وماذا قدم العالم لهذا الشعب المضطهد؟ وماذا قدمت الأمم المتحدة للكرد منذ تأسيسها في عام 1945 إلى وقتنا الراهن، هذه المنظمة التي أقرت بحق الشعوب في تقرير مصيرها وأنشأت دول صغيرة مثل لبنان، اسرائيل، الفاتيكان …..إلخ، حيث هذه الدول الصغيرة لا يمكن مقارنتها بالشعب الكردي لا من حيث العدد ولا من حيث الجغرافيا ومساحة الأرض ولا من حيث العراقة والحضارة ومن هنا تأتي قساوة التاريخ على هذا الشعب العريق وضياع حقه في تقرير مصيره أسوة بباقي دول العالم فنحن في القرن الواحد

والعشرين ما زال الشعب الكردي مضطهداً من قبل الدول المقتسمة لبلاده أليس من العدل أن يعاد النظر في خارطة المنطقة، وتمكين الشعب الكردي الذي عانى وما زال يعاني من الاضطهاد أشده وأقساه أما آن للضمير العالمي أن يصحى وينصف هذا الشعب للاعتراف بكيانه الخاص وتقرير مصيره بنفسه كباقي شعوب العالم وبفارغ الصبر ينتظر الشعب هذا اليوم.

وبعد ما آلت إليه الأوضاع في سوريا عقب ثورتها ذي الخمس سنوات وكل من يعتبر نفسه إنساناً كردياً ومخلصاً لوطنيته يجب أن يلتحق بالخدمة الذاتية في روج آفا ويلتحق بصفوف قوات حماية الشعب والمرأة YPG-YPJ ) ) ولعل إنشاء الإدارة الذاتية في روج آفايي كردستان، تكون أول درجة الصعود للسلم في تشكيل الكيان الكردي وبداية مستشرقة لإنشاء الدولة الكردية وإن التطورات التي حدثت مؤخراً في روج آفا والإنجازات التي حققتها وحدات حماية الشعب وخاصة ضد التنظيمات التكفيرية المتمثلة بداعش وأخواتها والخسائر التي كبدتها القوات الكردية لتلك المرتزقة حيث جعلت أنظار العالم كله تتوجه إلى القضية الكردية وإعادة النظر إلى الملف الكردي ومراجعة الحسابات في المنطقة وبأن الكرد قوة لا يستهان بها وهي الوحيدة في الساحة التي تقاتل تلك أشرس التنظيمات الإرهابية في المنطقة، فبعد كل هذه التضحيات وهذه المعاناة ماذا سيكون نصيب الشعب الكردي في روج آفايي كردستان؟ هل سينال حقه بعد كل هذه المطالب أم… لا يضيع حق وراءه مطالب

زر الذهاب إلى الأعلى