ثقافة

مهرجان الشعِّر الكردي (سماء عامودا تمطر شعِّراً )

متابعة : رودي حكيم – عامودا

يوم الجمعة المصادف لـ 30/ 10 أقيم في عامودا مهرجان الشعِّر الكردي، بحضور شعراء الكرد من مختلف مناطق روج آفا، وحشد لا بأس من الحضور ومتذوقي الشعِّر أما اللجنة التحضيرية فكانت مؤلفة من ثمانية أشخاص متخصصين بالشعِّر وباللغة الكردية، ودون أن نعرف الجهة الداعية للمهرجان.
ورغم أن فترة التحضير امتدت لحوالي سنة إلا أن ذلك لم يشفع المهرجان ونجاحه، فالإرباك كان واضحاً، وكذلك الخلل في التنظيم والإدارة، أكثر الحضور أبدى امتعاضه واستياءه من التنظيم وطريقة تعاطي اللجنة التحضيرية مع المشاركين والحضور على حد سواء.
ومن جانبنا في صحيفة – الاتحاد الديمقراطي – وحرصاً منا على نجاح مثل هذه المهرجانات التي تقام في مختلف الحقول الإبداعية على أهميتها بل وضروراتها، وكي تلعب الدور المنوط بها في المساهمة برفع سوية الفكرية والروحية للمجتمع ككل، نتمنى من القائمين على تلك الأنشطة والفعاليات ضرورة توفير عوامل نجاحها وفق معايير الموضوعية والإبداعية التي يجب أن تتوفر في كل مشارك في تلك الأنشطة، من هنا سعينا تسليط الضوء على مهرجان الشعِّر الكردي الذي أقيم في عامودا دون التهكم أو التهجم على أياً كان بل العكس نسعى من خلال تحقيقنا هذا إلى تلافي التقصير والأخطاء في الفعاليات والمهرجانات القادمة، ولا يفوتنا هنا الإشادة بخطوة اللجنة التحضيرية بتكريم الشاعر والباحث الكردي الأستاذ صالح حيدو لإغنائه ورفده المكتبة الكردية بالعديد من المؤلفات الهامة في الشعر والبحث التوثيق.
وفي استطلاعنا لرأي الحضور وانطباعاتهم خرجنا بالحصيلة التالية:
في البداية وكي نعرف الحقائق كما هي اتصلنا مع الأستاذ مشعل أوصمان عضو اللجنة التحضيرية للمهرجان الذي قال:
أعتدنا في السنوات السابقة على طلب الأعمال الشعرية من الشعراء الراغبين  بالمشاركة في المهرجان ليصار إلى تقييم القصائد وضرورة تقيّدهم بمعايير شعِّرية من ناحية تقنية القصيدة وجماليتها، وكذلك تقيّدهم بعدم التهجم والتهكم على الآخرين أحزاباً وشخصيات وغير ذلك، والذي يحرّف المهرجان عن أهدافه وغاياته، إي أننا أعطينا الجانب الأخلاقي حيزاً كبيراً أيضاً.
أما مهرجان هذا العام الذي تم التحضير له منذ سنة، وضمت اللجنة التحضيرية 13 عضواً من النقاد واللغويين والشعراء، وموزعين حسب مناطق إقامتهم بحيث تم تغطية كامل مساحة روج آفا، غير أن الكثير من المصاعب واجهتنا لعل أهمها وطأة حالة تشرذم والتشتت في الجسد الثقافي الكردي في روج آفا وكذلك هجرة الكثير من الكتّاب والمبدعين الشعراء إلى الخارج.
وهنا أوّد التذكير بتقصير بعض أعضاء اللجنة التحضيرية في متابعة العمل والتواصل مع الشعراء الكل في مدينته ومنطقته.
من جهتي وكوني من الحسكة قمتُ بجمع القصائد لـ 12 شاعراً من الحسكة وريفها وتم مراجعة وتقييم هذه القصائد كما ينبغي، ونحن تعاملنا مع القصيدة كمادة إبداعية وفق معايير وأسس الواجب توافرها، بغض النظر عن اسم الشاعر وشهرته، لذا كانت قصائد شعراء الحسكة بمستوى جيد.
وكذلك تواصلت وتابعت أعمال شعراء في قامشلو ومع ذلك تبين فيما بعد مدى التقصير بحق شعراء قامشلو مما أدى إلى غياب الكثير من الأسماء الشعرية مشهود لهم، وكما قلت سابقاً كان هناك أكثر من عضو في اللجنة التحضيرية مقصراً في التواصل وجمع القصائد من الشعراء ليصار إلى تقييمها، كما حدث مع عضو اللجنة في الدرباسية الذي لم يعمل كما يجب.
في المهرجان كان الاتفاق على تناوب الشعراء على قراءة أعمالهم حسب العمر وليس الجودة أو المستوى.
نعم، نعترف ونتفهم كل نقد وجه إلينا، كان هناك تقصير وإرباك والفوضى التي حدثت في المهرجان سنسعى إلى تلافيها في المهرجانات القادمة بغية الارتقاء بشعِّرنا الكردي كي يليق بمكانته المرموقة كما كان.
ونحن كلجنة تحضيرية لم نسعى إلى منافع مكاسب شخصية أو شهرة بل العكس هدفنا كان وسيبقى إنجاح المهرجان وحشد أكبر عدد من الشعراء الكرد فيه، ليكون جديراً باسمه والهدف الذي من أجله يقام مثل هذه المهرجانات والفعاليات.
قادر عكيد – كاتب ومترجم

لم تستطع اللجنة المسماة بـ”التحضيرية” وخلال سنة كاملة من التحضير أن تحضّر لكأس ماء يشربه الشعراء الذين اعتلوا المنصّة محاربين, عداك عن الحضور.. كما أنها لم تفلح في كتابة دعوة تليق بمهرجان الشعر الكرديّ, إذ من المفروض أن تكون هذه اللجنة ملمّة بأبسط قواعد اللغة الكردية كتابة, ومع ذلك فقد أخطأت في أكثر من عشرة مواضع في الدعوة الكتابية المتواضعة والخجولة التي نشرت على صفحات الفيس بوك.

عرّفنا الشعراء الكرد على كافة مدن, قادة, أنهار, جبال, وثورات  كردستان في أجزائها الأربعة, كما اكتشفنا أن الكثير منهم لديهم طبقات صوتيّة تخوّلهم لدخول موسوعة غينيس للنشاز.

عدا بعض القصائد والأقل من أصابع يد واحدة, لم نسمع شعراً.. لم نحتفِ بالشعر, لم نلتق به, توالى شعراء كثر على المنصة, بعضهم أطربنا بالغناء, وآخرون أحدثوا خللاً في مصداقية تسمية (مهرجان الشعر الكردي) حين ألقوا قصائداً باللغة العربية, ولم يتوانى آخرون في إلقاء المواعظ واجترار الكلمات.. بينما حاول سوادهم إبهارنا بكرديّته من خلال قصائد وطنيّة شقّت أصواتهم خلالها شغاف آذاننا ولم تلامس شغاف قلوبنا, فما هكذا تلقى القصائد..!

تصوّر.. خمس ساعات متواصلة من إلقاء القصائد دون أن يتخلل ذلك استراحة ولو لخمس دقائق ليتسنى لك الترويح عن نفسك, أو شرب كأس ماء أو شاي, أو قهوة .. والتي كانت غائبة عن المهرجان. لذا أنا اسميه “مهرجان العقوبة الكردي”..!
الصحفي همبرفان كوسا:

باعتقادي المهرجان بحاجة إلى تنظيم أكثر، قرأت أكثر من 30 قصيدة ولم أجد فيها أي دلالة على الشعر، معظمها كانت شعارات ومقالات سياسية وكانت غالبيتها تحمل في مضمونها آراء سياسية، حاولت كثيراً أن أجد شعراً، وجدت الكثير من الشعراء ولكن لم أجد شعراً باستثناء قصائد للشاعرين صالح حيدو وفرهاد عجمو، من وجهة نظري اللجنة التحضيرية كانت تفتقر إلى الرؤية الأكاديمية في تقييم القصائد ولم تكن في مكانها الصحيح، والظاهرة الأكثر غرابة إلقاء قصيدة باللغة العربية في مهرجان للشعر الكردي، أتمنى في الأعوام القادمة أن نجد مهرجان للشعر الكردي، مهرجان عامودا كان (مهرجان الشعراء الكرد ) ………

وماذا بعد ….؟
أسدل الستار على مهرجان الشعِّر الكردي هذا العام بكل ما رافقه من اللغط والالتباس، من العيوب والنواقص وما إلى ذلك وتبقى الإيجابية في كونه جمع تلك القلة التي ما زالت تؤمن بفعل الكلمة – هذه القلة التي نراها إنها قلة هائلة – حسب تعبير الشاعر المكسيكي أكتافيو باث، ما نأمله أن يرتقي المهرجان القادم إلى مستواه المفترض، ونحلق به ومن خلاله إلى فضاءات القصيدة كما ينبغي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى