الشعر

من “نارين” إلى “آرين” بيان الجسد الكردي

ابراهيم ابراهيم

حكاية مرسومة بحفنة من الدم الكردي , ممتدة في الرصاصات و الخيانات , قصص من الاحمر الخصب في جعبتها قليل من النبيذ و التاريخ … حكاية تلاحق خارطة مدن او قرى بعيدة كنت أحبها, مدناً داعبت همومي حين كان أطفال  أزقتها  غائبين في الرحيل  … احلام و امسيات و صباحات و لحظات لا اعرفها استرخت محيط اشياء شاسعة ممتدة من اقصى جغرافية الشمال إلى اقصى نهايتها.
حكاية وطن مذبوح من شفتيه … تنبت في ظلاله مئات النساء المبتلة بالاحلام الصغير التي ارتدتها “آرين” الطفلة ذات الثلاثين مليون روح أو اكثر و “Afrin” المفتوجة على الجهات تصير عاشقة و “Mobeto” لم تعد تملك سوى نصف الرغبة و نصف الاحتراق و ثلاثة ارباع المظلمة.
الكلمات حتى الكلمات التي كانت تحتضر في تلك المجالات المتمازجة بلطف لم تعد تقدر على ممارسة الليل و الشوارع استمتعت بالبيانات الراقصة و هرعت تبسط يدها للانكسار  الممنوع.
البداية ليست كما النهاية حبيبتي …
فالقاتل “الزنخ” لم يعد كالمقتول الابيض في تأملاته, و السفينة التي قادت العاصفة هوت في معادلة مدام كوردي الخائنة التي غذت الانفجار القوي.
ايها الحلم الملقاة في زنزانة الحكاية أن تمضي بأبخس الاثمان يعني ذلك أنك تُرضِع ذاك المهرج المتواضع الرغبات بقليل من المحرمات للاشتباه باسماء استعارت الوطن ثم مضت كدخيلة في قبو التاريخ.
الجريمة وقعت … و الحظوظ ساءت … و الحسابات اختلطت بجدار الحكاية الكوبانية ..!!
البلدان  مكللة بك “آرين” و انت سموات مصحوبة بالغيمة الماطرة … و الحكاية توسعت و امتدت تحت جناحيك, حتى بدأت تعبرها الازقة مطأطئة أشرعتها و كأن صدر التاريخ ترك  نبضه ليغرق في جسدك.
يرتعش الحقير و النذل بخوف من نبضك المستبد,  و مقلتاك مازالتا تفتقدان “ميركا” أو “كوندي حسين” و “نارين” المقاتلة التي قادت ابتساماتك الاخيرة, محمود برخودان و جان بولات و سيبان العفريني و جمشيد و ريدور ..و… و آخرون مازالوا يحدقان في عيناك التي غادرتا مع قصص البابونج و الزعتر الكردي.
“عفرين” أو “آفرين” اعشق فيك الوان الغياب و التف على هذا الزمن الوثني و اعلق في المدى نداءك الذي صار مطرا يرسم عناقيد الشهداء … آرين: نحن اكثر امم الارض اتقانا للموت و الحزن و اخيرا للرقص… لم يبق بيننا سوى سزرا من المجرات و الدماء و الحدود , أو خبزاً يابسا.
ترى …؟؟ بأي لغة سنكتب ابتهالاتك ..؟؟ و بأي عربة سنعبر صدر الذاكرة ..؟؟
ترى كيف يفهمون اكرادأ ….؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى