مقالات

من المستفيد ومن الخاسر في لعب الاوراق السورية ؟؟

هوزان زبير
كانت تركيا ستحصل على فرصة مفاوضات انضمامها الى اتحاد الاوربي مستخدماً ورقة اللاجئين الضاغطة على اوربا.
بينما وبعد الاحداث الروسية -التركية سيكون لها مقابل اخر وهو تنازل تركيا عن فكرة المنطقة الامنة.
اليوم وبعد اسقاطا سوخوي الروسية تسعى اوربا الى اصطياد عصفورين بحجر واحد الا وهو ارضاء الطرف الروسي وتهدئتها ،في ابعاد التدخل التركي في الوضع السوري ،واخرى وهي  موجه اللجوء الى اوربا ،دون ان تتمكن تركيا وكما السابق ان تتبروز بامتلاكها ورقة اللجوء الضاغطة.
ما ذهب في مهب الرياح اللطيفة وليس العاصفة، في التحليل المتوقع، هو المبدأ الاوربي الاهم وهو مسألة الحريات الداخلية في تركيا،اذا من الممكن ان تعاني القوى الديمقراطية الداخلية وعلى رأسها الكرد في نضالها بوجه عنجهية السلطان التركي.
لكن في المفاوضات وبعد الايقاع بتركيا في موقع يفرض عليه الرضى بكل ما هو وارد ومنطقي، لابد لاوربا ان تتحلى ببعض المبادئ التي ادعتها على مر التاريخ،وهي وضع المسألة الكردية في تركيا على الطاولة ايضا كأحدى الشروط المهمة في زيادة اهميتها في الاتحاد الاوربي في حال ان نجحت المفاوضات.
نستطيع القول ان في هذا الاتفاق المفترض سيكون المستفيد الاول الطائفة العلوية بالدرجة الاولى(نظام بشار)،رغم  ازدياد نسبة خضوعها للروس او بالاحرى سيكون كالطفل المدلل لروسيا اذ سيكون هذا الطفل طريق روسيا الشبه وحيد الى العالم العربي.
وكذلك المعارضة المعتدلة التي من الممكن فعلاً التوصل الى حل سياسي بعيد عن تلك المعارضة التي تسعى اولاً واخراً عن ازالة الاسد وجذوره من سدة الحكم،حينها سيندثر القوى الراديكالية المتعصبة دينياً.
وبطبيعة الحال المكون الكردي بقيادة الادارة الذاتية الديمقراطية،ستحافظ على مكتسبها لان المياه صبت في مجاريها حسبما وجائت بحسب فكرها وخطها الثالث “الديمقراطي”.لانها اثبتت قوتها وشجاعتها امام كل من يمس حقوقها وعلى رأسهم داعش، كما وحافظت على علاقتها المثالية مع الطرفين الروسي والامريكي.
كما ولا بد الذكر بان في ذلك الاتفاق المتوقع ،ستهبط نسبة الموجة الداعشية في العراق وسوريا ،التي استفادت بالدرجة الاولة من المعبر الوحيد الذي تبقى له “الا وهي منطقة جرابلس وغربها قليلاً،بعد التنازل التركي من حلمها في تلك المنطقة،وهذا سكون العصفور الثالث الي يتم اصطياده على هامش الاتفاق.
في نهاية الحديث يبدو ان هذا الحل المفترض كان ومازال يتوقف على الموقف التركي التي ابعدت سوريا من كل حل على مدار سنوات،وسخرت الصراع لمصالحها،وثم لتسخر ما نتج عن الصراع وهم اللاجئون لقضاياها مع الاوربيين

زر الذهاب إلى الأعلى