مقالات

ماذا حدث في تل أبيض شهادات يقدمها سردار احمد في ذكرى تهجير الكردي منها

سردار أحمد

الذكرى السنوية الثانية لتهجير الكورد من تل أبيض ” “Girê SipÎ في 21-7-2013
– سيناريو “تحرير” تل ابيض من النظام السوري في 18/9/2012:
بدأت بان نزل المجاهدون من القطار التركي، وكانت السيارات في انتظارهم، ثم توجهوا بـ52 سيارة إلى المعبر الحدودي القديم ومن هناك قاموا بمهاجمة قوات النظام في معركة كبيرة، وكانت سيارات الاسعاف التركية أثناء المعركة تأتي محملة بالذخائر ثم تعود محملة بالجرحى، كان الدعم التركي للمجاهدين من الغذاء والفواكه والحلويات مميزاً وكأنهم في فندق خمس نجوم، وكانت القوات التركية قد اخبرتهم قبل بدء المعركة إذا ما ضاقت بهم السبل ان يطلقوا طلقة باتجاه الحدود والمناطق التركية ليهتم الاتراك بالباقي.
سيناريو تهجر الكورد من تل أبيض في 21-7-2013:
-قبل اندلاع الاشتباكات بيومين: دخلت اربعة سيارات ليلاً محملة بالذخيرة وسلاح الدوشكا عبر معبر تل ابيض قادمة من تركيا إلى حركة أحرار الشام الإسلامية، تم توزيع السيارات الاربعة في نفس الليلة داخل تل أبيض.
– في الليلة الاولى من الاشتباكات: تعرضت قرية اليابسة لإطلاق نار كثيف قادم من قرقول تركيا امطرت قرية اليابسة بوابل من رصاص القناصات والكلاشينكوفات، مما اضطر لواء جبهة الأكراد إلى توجيه فوهة الدوشكا نحو المخفر التركي “القرقول” واطلقت عليهم النار دفاعا عن النفس، مما ادى إلى مقتل جندي تركي، واشتعال الحرائق داخل المخفر وبالأعشاب المتواجدة حول المخفر، مما ادى لسكوتهم مدة نصف ساعة ثم عاودوا اطلاق النار مرة أخرى، وبحسب المصادر المتعددة والمتطابقة للمعلومات فإن تركيا فتحت المعبر لدخول أعضاء من حركة احرار الشام إلى داخل الأراضي التركية ليتمكنوا من التمركز مقابل قرية اليابسة من الناحية التركية، وبالأخص فوق التلة المطلة على اليابسة التي هي مركز مخفر الجيش التركي، وسمحت لهم باستخدام اراضيها لاجتياح المناطق الكوردية، وتحت الغطاء والحماية التي امنتها تركيا قامت دولة الاسلام بوضع رتل من العناصر المسلحة بمحاذاة خط سكة القطار التركي لاجتياح قرية اليابسة، كما قامت كتيبة ابناء البلو في عين العروس باجتياح قرية اليابسة من الجهة الجنوبية وهذا ما حدث بدءاً من الليلة الاولى وحتى ساعات الصباح في اليوم التالي.
وهكذا نرى ان قرية اليابسة قد تعرضت للغزو من ثلاثة محاور، أولاً من الشمال بمساعدة المخفر التركي، ومن الشرق من خلال اجتياح دولة الاسلام، ومن الجنوب هجوم كتائب بيت البلو، مما اضطر الاهالي لترك منازلهم (اتجاه الطلقات والبيوت المتضررة في اليابسة تشهد على اطلاق الرصاص من الجهة الشمالية وهي تركيا).
– اليوم الثاني من المعارك: تم إدخال سيارتي شحن كبيرة ” شبيهتان بحاملات الدبابات” محملة بسلاح الدوشكا والذخيرة في وضح النهار إلى تل ابيض، وعبرت تل ابيض من حارة الجسر نحو ساحة الصراع  والقتال غرب تل ابيض.
-في اليوم الرابع من الاشتباكات توجه رتل عسكري مؤلف من سيارات دفع رباعية، ومن بين هذه السيارة كانت هنالك سيارة تجر مدفع إلى قرية السكرية، وكان ذلك بحدود الساعة العاشرة ليلاً، وقد كانت انوارهم مطفأة، و لم يعرف تماما هل كان الرتل قادماً من الجنوب ام من تركيا بسبب أنه قدم ليلاً.
-سوسك هي قرية كوردية تبعد عن تل ابيض (8 كم مد نظر) غرباً، أحتلتها جبهة النصرة مؤخراً، فقامت تركيا بفتح معبر ترابي يوصل قرية سوسك من الجانب السوري مع تل جمعان بيك في الجهة التركية، حيث أفادت المصادر بان تل جمعان بيك وهي قلعة مرتفعة، هي مركز لحشد القوات، ويتواجد عليها رادار وعدد من العربات العسكرية المصفحة، وكان المعبر يستخدم من قبل جبهة النصرة واحرار الشام لنقل الجرحى والامداد بالسلاح والذخيرة، وبحسب الشهود العيان فإن العناصر المتواجدة في الجانب التركي “على قلعة جمعان بيك” هم تابعين لجبهة النصرة، وعرفوا ذلك من خلال الازياء التي يلبسونها.
-كافة الامدادات اللوجستية والعسكرية التي كانت تصل حركة “احرار الشام” كانت تأتي عبر القطار التركي، وكان هنالك تدخل للميت التركي في شؤون حركة احرار الشام بالذات، ومن خلال بعض الشخصيات من كتيبة الدادات امثال الدكتور عمر دادا “دكتور”، حجي دادا “مدرس فرنسية”، واكرم دادا “رئيس البلدية- محامي”، وجميع آل الدادا ذوي السلطة في تل ابيض، وهؤلاء بحكم أنهم تركمان كانت لهم علاقات قوية مع المخابرات التركية، وفي تصريحٍ لحجي دادا قال اننا نلتقي بالأتراك بشكل يومي، لذلك نرى ان حجي دادا قبل إخراج الكورد من تل ابيض رفض تعليم اللغة الكوردية ضمن المناهج الدراسية وضمن الدورة الشهرية التي اقيمت لأطفال تل ابيض، وعندما طالب الكورد عبر اعضاء في المجلس المحلي تخصيص ساعتين ضمن هذه الدورة لتعليم اطفالهم اللغة الكوردية رفضوا ذلك محتجين بعدم توفر الوقت الكافي.
وبعد طرد “غرباء الشام” من معبر تل أبيض واستلام “حركة احرار الشام” للمعبر لوحظ تحسن كبير في العلاقات ما بين حركة “احرار الشام الإسلامية” والمخابرات التركية وذلك من خلال فتح المعبر وعبور ما يزيد عن “800” شخص يوميا بعد ان كان مغلقاً إغلاقا تاماً نتيجة ما حدث من مشاكل إثر تعدي البوليس التركي على امرأة عربية أدت إلى حرق كولبات للأمن التركي، مقتل عنصر بوليس تركي، وجرح العديد منهم.
وفي إطار تحسن تلك العلاقات كان مدير المعبر الجديد الدكتور حسين ابو ريان التابع لحركة احرار الشام يلتقي بشكل يومي مع الوالي التركي، وفي لقاءٍ لمراسل وكالة أنباء هاوار مع الدكتور حسين أبو ريان صرح الأخير بأن “هناك تحسن في العلاقات بين حركة احرار الشام والحكومة التركية”، والغريب في الامر ان الاتراك كانوا يطالبون بتسليم الشخص الذي قام بقتل عنصر البوليس التركي وهو من بيت عمير في تل ابيض الشرقية، والذي تأكدت شخصيته للأتراك من خلال كاميرات المراقبة المثبتة في المعبر كشرط اساسي لفتح المعبر، ولكن قبل الاشتباكات كانت تركيا قد فتحت المعبر لحركة احرار الشام بشكل كلي لعبور الاشخاص والشاحنات متنازلة عن شرطها بتسليم القاتل.
ومن الجدير بالذكر أن كتيبة وليد السخني أعلنت ولائها لأحرار الشام، والسخاني كان لهم الدور الاكبر في التخريب والنهب الذي حدث في تل ابيض، وقد ارسلوا اطفالهم ونسائهم إلى تركيا وبقي الرجال لنهب بيوت الكورد وتفجيرها.

زر الذهاب إلى الأعلى