حوارات

حسين فقه في الحلقة الثانية مع فتح الله الحسيني*من قراءات في الامن القومي الكردي

الحلقة الثانية

لم يشكل ما يسمى ” الربيع العربي ” وتبلوراته  – المنجذبة حيناً والمُستقطًبة حيناً آخر نحو ، ومن قبل الأجندات الإقليمية والدولية ، والذي إمتطاها الإسلام السياسي وحرَفها الإرهاب الإسلاموي – وسطاً ناقلاً لأي إنفتاح ديمقراطي لشعوب المنطقة عموماً  وللكرد – كقضية وجود شعب وأرض –  خصوصاً .
ذلك الربيع الذي طال صقيعه المحرق والمدمر للبلاد والشعوب والأنظمة التي بدلت جلدها ،  وبات أي تغيير ليس سوى إبدل طربوشٍ بطربوش .
وكان من الضروري في زمن التردي السياسي الإقليمي والدولي ومؤدياتها العسكريتارية ، وتزايد موجات – العداءالمباشر والمبطن – للوجود الكردي ، وصمودهم في مواجهة هذه الموجات ، والتي يوحدها تيار العداء للكرد وكردستان  .  والريادة التي يمثلها الكرد في الحرب على الإرهاب والأنظمة ، في ظل الإقتناع الدولي بضرورة التحالف مع الكرد لوقف زحف الإرهاب الداعشي والإسلاموي عموماً –  كان لا بد لنا إذاً أن نسأل سؤالاً واحداً كبيراً يحمل في طياته همموم وإستفهامات وآمال كل الشعب الكردي ، المنهوب سياسياً،  والمنكوب إقتصادياً وإجتماعياً ، والمنقسم أيديولوجياً وحزبوياً ، والموحد في المقاومة والصمود ، وتلقين دروس الإنتصار الكردي عسكرياً على الأرض  لأعداء وجودها .
سؤالٌ كبيرٌ واحدٌ يحتمل التأويل والسرد والإختزال أطرحه بمسؤولية الألم وواجب المثقف حضوراً فاعلاً  في حرب الوجود والمصير، وبدون أن ننسى أننا جزء من الإنسان في المنطقة والعالم ، ولم نبدأ إلا لننتهي بحياة حرة وديمقراطية مبنية على الحقوق والتسامح والتعايش والمصير المشترك .
سؤالٌ كبيرٌ واحدٌ أطرحة على باقة من الشخصيات السياسية والثقافية والأكاديمية لتكوين تصور واضح حول مايفكر به الكرد من خلال شخصياته ومثقفيه وأكاديمييه ، لعلنا بذلك ننير الطريق لشعبنا وفي دواخلنا .
السؤال المصير
مفهوم الأمن القومي الكردي في إطار الوضع الراهن والمستقبلي .
الحرب اللتي يخوضها الكرد في باشوري كردستان ” جنوب كردستان ” وروج آفا ” غرب كردستان ”  والحرب المعلنة على مناطق الدفاع المشروع وحركة حرية كردستان حزب العمال الكردستاني PKK  وأهلنا في باكور” شمال كردستان .
الأحزاب المحورية في كردستان الكبرى ومواقفها من القضايا المصيرية المشتركة .
هل يمكن بناء موقف كردي موحد في ظل تناهب المصالح السياسية والإقتصادية والهيمنة من الدول الإقليمية المغتصبة لكردستان على قررارات الأحزاب الكردية المحورية  ، كل ذالك في إطار المصلحة الكردية العليا .
الدولة التركية ومحاولة الإنقلاب على نتائج إنتخابات 7 تموز والتي فاز بها الكرد على حساب تراجع أصوات حزب العدالة والتنمية ومحاولة أردوغان الإنقلاب على العملية الديمقراطية التي جلبته للسلطة ” كما يدعي “
هل يمكن البدء بتشكيل هيكلية لحماية الأمن القومي الكردي ؟؟؟؟؟
حسين فقه

الحلقة الثانية مع الكاتب والسياسي فتح الله حسيني

كان لا بد لنا في خضم هذه الأحداث المتسارعة ، والراهن السياسي الخطير ، واللحظة التاريخية والمصيرية أن نتوجهه لباقة من كتابنا ومثقفينا وشخصياتنا السياسية المتعددي المشارب والآراء،  بهذا السؤال المصيري بغية إستقراء الآراء والرؤى، وإستمزاج طرق التفكير، وتشكيل حالة من الحوار المتعدد الخصائص والوظائف إبتداءً من حرية الرأي والتعبير وإنتهاءً بإستخلاص نتائج وعبر قد تفيد مستقبل شعبنا وامتنا الكردية .
ومع الكاتب والسياسي فتح الله حسيني كان للحديث شجون وتكثيف يحمل جغرافية الجرح الكردي المفتوح والنازف عن آخره راهناً .

دولة شوفينية واحدة تستهدف الكردي في جفرافيته المترامية
نحن الكرد حيال مواجهة دولة شوفينية واحدة، هي الدولة التي تستهدف الوجود الكردي أينما كان، في جغرافيته المترامية، لذلك كان على الكردي ولو لم يك موحداً ان يدافع وبضراروة عن وجوده، فنحن الكرد في حرب ضروس، حرب وجود ولا وجود مع الـ “جارة” تركيا المصدرة للارهاب ، المصنعة للارهابي ، الغارقة في أهة الارهاب وتجميله وتصديره في أبهى كيان مسلح الى الجوار الكردي، جوارنا، من شمال كردستان الى غربها. اذا تحدثنا عن الامن القومي الكردي، لا بد لنا من الحديث عن الفصائل السياسية الكردستانية التي تعرقل مشروع بلوة الأمن الكردي، إذ كان لا بد من انعقاد المؤتمر القومي الكردي الكفيل بازالة كل العقبات التي من شأنها تقزيم العمل أو النضال الكردي المشترك في هذه المرحلة الخطيرة والحساسة من تاريخ وطننا وجغرافيتنا وشؤون وشجون شعبنا المشتت، بات لزاماً على الكردي اللجوء الى عقله وضميره أكثر من اللجوء الى نياته الساذجة والشعارات التي لا تطعم ولا تسدي رمقاً ولا تأوي لاجئاً ومشرداً كردياً. حيال ذلك كردياً، ثمة رخص واضح في بيع القضايا الوطنية والقومية في أسواق الدول الـ “مهزومة قومياً” عربياً أيضاً، من تونس الى مصر مروراً باليمن وليبيا الى “بلادنا” سوريا، فقد باعت تلك الكتل المدعية كونها “معارضة عربية شاملة” شرف ودماء أبناء جلدتها بأبخس الأثمان في أسواق استانبول والدوحة والرياض، وحولت ثورة الشرف الى قافلة تاهئة البوصلة يقودها عديمي الشرف، وحولت ثورة الكرامة الى ثورة مهدورة الكرامة، وحولت ثورة الحريىة الى ثورة طائفية مذهبية، ثم يأتونك ويحدثونك عن الديمقراطية المنشودة. الربيع برمته تحول الى خريق صادم صارم قاس، مميت وقاتل في الوقت عينه، خريف سيتلوه ربيع متأخر، متأخر جداً. على الكردي الالتفات الى قضيته، بعد أن تحولت قضيته من قضية مواطنة الى قضية كيان فقضية دولية دفعت ضريبتها القصوى، وشتان بين المدافعين عن كرامتنا في الخنادق وبين المتخاذلين بين بطانيات الفنادق.
::::::::::::::::::::::::::::::
*فتح الله الحسيني كاتب وشاعر وأحد أعضاء ممثلية الإدارة الذاتية في جنوب كردستان – السليمانية

**خاص بالمركز الاعلامي لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD- اوربا

زر الذهاب إلى الأعلى