مقالات

حزب العمال الكوردستاني مجد متألق من حمرين إلى عفرين … !!

طه الحامد

سبعة وثلاثون عاماً مرت على تأسيس حزب العمال الكوردستاني , ومازال الحزب مستمراً في مسيرته الكفاحية والفكرية التي تتعمق وتتوسع يوماً بعد يوم في كامل جغرافية كوردستان والعالم من أقصاه إلى أقصاه , تم محاربته بكل الوسائل العسكرية والسياسية الإعلامية , وضعوه على لائحة الإرهاب فأصبح عنواناً كوردياً في كامل القارة الأوربية ومن حمرين إلى عفرين , جندت تركيا كل جبروتها وعلاقاتها للقضاء عليه وفشلت , بل أصبح يزداد حجماً وتمدداً فقد كان لا يملك إدارة مخترة لقرية صغيرة أصبح وأصبح الآن الرقم الأول في كامل خريطة شمال كوردستان , كان عدد أعضاءه يتجاوز الخمسة عشر شخصاً بقليل وأصبح الآن أنصاره ورفاقه بالملايين, أصبح شريكاً عبر حلفائه في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب , توجهت له الأنظار وخاصة في روجآفاي كوردستان وشنكال وكركوك بعد أن نجح في تأسيس مقاومة إسطورية وكرس عملياً دور المرأة في العمل العسكري والسياسي و المدني أذهل العالم .

إخترقوه من الداخل لتشتيته , فإزداد قوة وإنتشاراً , مسيرته القصيرة شابتها الكثير من المحطات والإشكاليات لمن كان بعيداً عنه , دخل في تحالفات مع حكومات مغتصبة لكوردستان وذلك لتركيز العمل السياسي والعسكري على الساحة التركية إيماناً منه بإن تركيا هي العدو الأكبر لأي مشروع قومي كوردي محتمل في باقي الأجزاء ,وأثبت التاريخ صوابية تلك الرؤوى حيث إن الفاشية التركية والتي أصبحت إسلاموية في عهد أردوغان مازالت تشكل الخطر المركزي والأساسي على حرية الشعب الكوردستاني في الاجزاء الأربعة بعد أن تفككت دولتي سوريا والعراق , حزب العمال الكوردستاني لمن لا يعرفه عن قرب , يبدو كأحجية معقدة التركيب متناقض في الظاهر ولكنه واضح في الباطن ,لديه مشروع كوردستاني طويل الأمد يمتد إلى خارج الخريطة الكوردستانية حيث شعوب ميزوبوتاميا , وإن خلت وثائقه من التصريح المباشر في هذه المرحلة حول الطموح لبناء الدولة القومية لأسباب لا مجال لذكرها .
إلا أنه عملياً ينجز الثورة القومية على الأرض وإن كانت تحت شعارات عابرة للقوميةمن خلال العمل لأجل كونفدرالية الشعوب في ميزوبوتاميا ,هذا الحزب طوى صفحات وفتح صفحات أخرى , و إنقلب على سياسات ومشاريع وشعارات بدهاء سياسي قل نظيره ولكن بقي في الجوهر القوة الكوردية التي لايمكن تجاوزها وبقي اللاعب الذي يتقن فنون السياسة و الحرب ويقتنص كل التناقضات والصراعات الشرق الأوسطية ليبني عليها سياساته اليومية والمتغيرة والمتقلبة في الظاهر والثابتة في الأساس .
تحية لكم أيها الأصدقاء والرفاق وأنتم تشعلون شمعتكم الثامنة والثلاثين , نعم أخطأتم حيناً وأصبتم أحياناً , ولكن الأهم أن المسيرة تسير وإلى الأمام .
زر الذهاب إلى الأعلى