المجتمعمقالات

العنف ضد المرأة هو العنف ضد المجتمع

شريفة حسن

هناك تساؤلات كثيرة حول ماهية العنف ولماذا تقرر يوم الـ 25 من تشرين الثاني يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة؟

يوم الـ 25 من تشرين الثاني يوم تاريخي بالنسبة للمرأة لذلك نعتبر عملية تحرير المجتمع تتم عبر تحرير المرأة فبعد رسوخ نظام الرجل المسيطر والمجتمع المتعصب جنسوياً، كان هذا اليوم ثمرة سقوط وخسران العنهجية المتسلطة والديكتاتورية، حيث في مثل هذا اليوم تعرضت ثلاث أخوات في جمهورية الدومينيكان بالولايات المتحدة الأمريكية لتقشف واضطهاد الحاكم تروخيلو الذي اغتالهن فارتقين إلى مرتبة الشهادة ومنهن بدأت مسيرة نضال وتحرر المرأة إلى أن وصلت إلى شيلان وبريتان وآرين اللواتي نارت بدمائهن درب المرأة الكردية وجميع نساء العالم وأصبحن منهلاً تستهل منه الإنسانية القيم النبيلة والنضال التحرري.

فالمرأة عبر الزمن أرادت أن تتحرر من وضعها الميؤوس والمذري وخوضها الكفاح والنضالات العظيمة والمطالبة بتحرير نساء العالم أجمع ولكن عندما نبحث بين طيات التاريخ ونقلب صفحاته لمعرفة الحقائق وخاصة بعد الاكتشافات العظيمة في علم الآثار نلاحظ بأن المرأة كانت صاحبة المعجزات والاختراعات، ففي عصر الحداثة الرأسمالية رغم الشعارات المزيفة التي كان ينادي بها النظام الرأسمالي بخصوص مفهوم الحرية والمساواة لكنه لم يجلب سوى العبودية للمرأة والمجتمع ووضع على عاتقه أعباءً أكثر فقد تحولت المرأة في ظله إلى حالة أسوء من السابق حيث بقيت العاملة رخيصة الأجر والخادمة والجارية، وأصبحت سلعة للبيع من خلال المهر فهذه العبودية من أعمق العبوديات التي طالت

الإنسانية لذلك فإن ثورة المرأة ستكون أعمق الثورات وأكثرها تميزاً وتحرراً فمن يكون حراً يكون جميلاً ومتميزاً.

لكن هناك فرصة حصلت عليها المرأة الكردية منذ أكثر من ثلاثين عاماً من خلال نضال حركة التحرر الكردستانية وإفساح القائد الكردستاني عبدالله أوجلان المجال أمام المرأة وتفوقها في الأطر والمستويات المتعددة من جهة ونضالها جنباً إلى جنب النساء الكردستانيات بغض الطرف عن قوميتهم ومذهبهم والسير على النهج الذي رسمه شهيدات النضال التحرري الجنسوي حيث أوصل المرأة إلى الحرية وجعلها تعتنق هذا الدين أو المذهب الجديد الذي كان لابد من اعتناقه منذ أمد بعيد لتكوين شخصية المرأة الحرة ومنه نحو الأمة الديمقراطية.

زر الذهاب إلى الأعلى