مقالات

الشعب بين فكي المسؤولين

ناز السيد

لم يعد أحد من السياسيين ولا الكتّاب ولا المحللين أنفسهم يجدون تفسيراً لما يحصل على أرض روج آفا، وماهي السياسة المطبقة وأين يتجه الكرد، وأين هي الشعارات التي كنا ننادي بها؟ طبعاً نحن بحاجة ماسة إلى بطولات ومقاومات وحدات الكردية التي تزداد يوم بعد يوم وتثبت للعالم صلابة موقف الشعب الكردي وانتهاجه دماء الشهداء نبراساً وسلاحاً يتخذه في مواجهة أي قوة تقف في وجه وتحاول الاستهزاء والنيل من القضية الكردية، وهذا الشعب الذي يزداد يوماً بعد يوم تمسكاً وعشقاً للحرية وللأرض، ولكن ما نعنيه ونخصه هذا العدد ما يحصل في مناطق روج آفا من أمور غريبة عجيبة إلى درجة نقول يجب أن نترك ونرحل، أهذه هي أخلاق شهداءنا؟ أهذه هي الوعود التي أتخذوها على أنفسهم على أرواح الشهداء؟ أهذه هي الفلسفة التي تعودنا وحفظناها بصماً من أباءنا؟ أهذا هو نهج الأمة الديمقراطية والمجتمع الذي يسود فيه الحرية والديمقراطية؟ أهذه هي التي استشهد في سبيلها مئات الشهداء أهذه الأرض التي تعلقنا بها وزادت رونقا من دماء شهداء؟
وفي نفس الوقت يختلج في أنفسنا شعور الأسف ومراجعة ذاتنا ونعتبر بأننا على خطأ، وينتابنا شعور بأن ما يحصل نتيجة الشخصيات الحاكمة والقيادات لا تكون على بذلك وقد تكون غلى علم بذلك ولكن سياسة تتطلب السكوت عن أغلاط المسؤولين وعدم الإفصاح عنها أمام الرأي العام، وتحاول خلق أفكار خلبية في عقولنا وتثير فينا مشاعر اليأس بما صدر منا من تفكير سيئ اتجاه المسؤولين ومع العلم نكن على يقين بذلك إلا أنها تقنعني بطريقة نشك في أنفسنا، وكما أسلفت يراودنا شعور الندامة ولكن هذا الشعور وهذا اليقين ليس فردي فكل شريف يخاف على مصلحة روج آفا تراوده هذه الأفكار ويتوجع بداخله لأنه لا يلقي صوت لآهاته وأوجاعه.
مثلاً في هذا الفترة الأخيرة كانت هناك قضية أثارت جدلاً وخلقت مشاكل بين الشعب وجعلت الشعب تشك أكثر تجاه نزاهة مسؤولين الإدارة ووجدتهم غير كفوئين ويجب تغيرهم ووضع الشخصيات المناسبة في المكان المناسب، ولكن رأى بأن لم تنفعه لا أراءهم ولا نداءهم لجهات المسؤولة بلى على عكس رأي الجهات المسؤولة قررت تغير أماكن المسؤولين إلى مرتبة أعلى وأصبح على درجة من الاحترام والتقدير، القضية التي سكت عنها إعلامين ولم نرى أحداً أخذ الموضوع بشكل جدي أو أنه اسكت بسبب تهديده من قبل بعض جهات قد تكون الإدارة نفسها، القضية التي خذلت دماء شهداء خذلت ملايين الشعب وضيعت عرق الشعب من خلال ظهور شبكة أخرى تمارس السرقة والنهب أمام القيادات ولم تتلقى إلا تغير مناصبها، ولم يتعرضوا لا للمحاسبة ولا للقوانين، فأين هي القوانين أم أنها خاصة فقط بالفقراء والأنسان الذي له ظهر يحميه أو يدافع عنها، ففي هذا الحال فلتسقط القيادات المسؤولة أن لم تحافظ على دماء شهداءه أن لم تكن توافق بين جميع مواطنيه، مع العلم قضية سرقة بلدية قامشلو أثارت جدلاً بين الإعلامين والرأي العام إلا إنه أهمل ولم يجرؤا ولم يتحرك أية قلم للحديث للجهات المسؤولة، وكما شاع أن الموضوع أخفي عن الجهات المسؤولة من قبل شخصيات، فهذه ما تسمى بالمؤامرة الكبرى، فأين إعلامين الذين فقط نشاهدهم يعرضون عضلاتهم وبطولاتهم على شاشات تلفزيونات وصفحات التواصل فأين هي أخلاق عملكم فالإعلام هي المهنة الشريفة الوحيدة التي تدافع عن الشعب، فليسكت كل إعلام وليترك مجاله وليتخذ أي عمل مختص بسرقة أو أي شيء يملأ جيبه لأن الشعب روج آفا لن يرحمكم بعد الآن، وكما هو شائع من يكتب ويدافع بصدق وبأمانة يتهمونه بالخيانة ويخترعون حجج وتهم في حقه ويجعلونه مجرما بنظر الشعب، الشعب يريد من قيادات أن تجد حلاً لهذه الشبكات وخاصة روج آفا تعيش ظروف استثنائية والشعب على تفاءل كبير بالإدارة والقيادة العليا وتنتظر محاسبة الجميع حسب الأعراف والقوانين وأن لا تستغل مرحلة للمصالح الشخصية، ويجب محاسبة الجميع مهما كانت منزلته ومرتبه، حتى لا تراود على ذهن الشعب أفكار سوداوية تضيع دماء الشهداء.

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

جريدة الاتحاد الديمقراطي العدد 100

زر الذهاب إلى الأعلى