حوارات

الايزيديون سيقررون مصيرهم

تقرير:ابراهيم بركات

كثيرة من الهواجس كانت تتملكنا ونحن في طريقنا إلى مخيم – نوروز للاجئين – في أطراف ديريك، بعد يوم واحد من تحرير منطقة شنكال من رجس داعش وإرهابه الذي زرع دماراً وخراباً وقتلاً في شنكال طيلة سنة وثلاثة أشهر.
وصلنا إلى المخيم الوجوه عادت إلى طبيعتها حيث ملامح الفرح ونشوة الانتصار واللهفة للعودة وابتسامات على الوجوه خاصة الأطفال، المكان بدأ فسحة من جغرافية شنكال، الترحيب والتهليل من أخوة الإيزيديين في المخيم، صور الشهداء الذين رووا تراب شنكال، وعانقت أرواحهم أديمها مع صورة كبيرة للقائد آبو، تزين مسرح الاحتفالية، امتزجت دموع الفرح التي انهمرت على الوجوه مع العناق الأخوي الذي يؤكد وحدة الكرد بآلامهم ومعاناتهم، كما في أفراحهم واحتفالاتهم.
بدأ الاحتفال في أجواء من الغبطة وانتصار وبدقيقة صمت على أرواح شهداء كردستان وشنكال ثم فتتالى على المنصة كلاً من – قاسم هبابي – عضو في مجلس إدارة المخيم وعضو مجلس الإيزيدي في شنكال، ثم كانت كلمة متميزة ومؤثرة لرئيسة المشتركة لمقاطعة الجزيرة هدية يوسف، بعدها كانت الكلمة للإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة الجزيرة ألقاها دجوار أحمد، وكلمة حزب الاتحاد الديمقراطي ألقتها بشيرة درويش، أما كلمة المرأة الشنكالية فألقتها السيدة بهار, ثم كانت الكلمة للمكوّن العربي في المخيم ألقاها ممثل المكوّن السيد محمد.
وتخلل الكلمات فقرات غنائية معبرة ومؤثرة أداها فرقة (ورود شنكال للأطفال).
وعلى هامش الاحتفالية استطلعت صحيفة – الاتحاد الديمقراطي – آراء بعض اللاجئين في المخيم وخرجت بالحصيلة التالية:
لقد ساهمتم في رفع حماسة واندفاع شبابنا وبناتنا، وشعروا بالجرأة والشجاعة
السيدة بهار يوسف ناسو عضو مجلس المرأة الشنكالية:
نحن سعداء جداً بمجيئكم ومشاركتنا فرحتنا بتحرير قضاء شنكال، نحن أخوة وترسخت هذه الأخوة بعدما مررنا بهذه المحنة ووقفتم بجانبنا وسيبقى التواصل بيننا، وسننتصر معاً باتفاقنا وأخوتنا ووحدة كلمتنا، كنتم الأهل لنا ولم تقصروا معنا وقدمتم لنا كل وسائل الراحة والأمان ولن ننسى ذلك أبداً حتى يسري الدم في عروقنا، بعكس من تخلى عنا ودخل في المساومات على حساب أعراضنا ودماء شهداءنا.
والله مع الوحدة والأخوة ونحن أهل لهذه الوحدة والأخوة، لقد ساهمتم في رفع حماسة واندفاع شبابنا وبناتنا، وشعروا بالجرأة والشجاعة
روج آفا لها في قلوبنا كل الحب وعرفان بالجميل وبهذه المناسبة أقول:
لولا القائد عبدالله أوجلان وفلسفته الإنسانية لما كان هذا الانتصار على الظلام والمرتزقة ، فكل التحية له حيث هو. وسنكون أوفياء بحمل رسالته الإنسانية للعالم أجمع، كما أنحني أمام تضحيات شباب وشابات روج آفا وكل سكانها الذين كانوا خير عزاء لنا.
كما نشكر كل الهيئات ومؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة الجزيرة الذين قدموا لنا جميع التسهيلات والمساعدات المعيشية والطبية، وكانوا عيون ساهرة على راحتنا وصدقوني ما قدموه لنا لم يقدمه لنا حتى آباءنا وأجدادنا.
وبقدر توقنا ولهفتنا للعودة إلى شنكال حين بيوتنا وأعمالنا بقدر ما سنحمله لكم كل الحب لنبقى على التواصل الدائم.
كانت قوات البيشمركة بعيدة ولم تكن تعنيها شنكال ومعاناة سكانها
قاسم هبابي عضو مجلس اليزيدي:
محنة لم تكن في الحسبان ألمت بنا نحن الكرد الإيزيديين، وذلك نتيجة حسابات سياسية لبعض الجهات التي أرادت أن تبيعنا لمصالحها الخاصة، وهذا ما نستنكره بشدة ولنا معهم حساب وخاصة حكومة باشور وحزب الديمقراطي الكردستاني وبعض المسؤولين الذين تآمروا مع داعش ضدنا،
وهنا أوّد توضيح بأن من اندفع للدفاع عن شنكال ودحر مرتزقة داعش منها هم قوات كريلا ووحدات حماية الشعب ومقاومة شنكال، هذه القوات كانت في مقدمة من شاركت بتحرير شنكال وكانوا في مواجهة داعش منذ سنة وثلاثة أشهر وقدموا تضحيات وشهداء، وهذه القوات الذين ببطولتهم وبسالتهم فتحوا طريق بين شنكال وروج آفا. فيما كانت قوات البيشمركة بعيدة ولم تكن تعنيها شنكال ومعاناة سكانها بل العكس ربما قدموا تسهيلات لمجموعات مرتزقة.
وأهلنا في روج آفا استقبلونا وتعاملوا معنا كأخوة ووفروا لنا كل ما نحتاجه، ولن ننسى وقفة روج آفا معنا.
كما أن فرحتنا لم تكتمل بعد قبل أن نحرر الآلاف من نساءنا وبناتنا من أيدي هؤلاء المرتزقة، هذا الألم مازال يعتصر قلوبنا نحن الشنكاليون، ولم يكن يحدث ذلك لولا هروب البيشمركة وتسليمهم شنكال لداعش، البيشمركة الذين لم يقدموا شيء ولم يفعلوا شيء حيال ما يحدث لشنكال من قتل وخطف وتشريد.
فيما أهلنا في روج آفا كانوا على قدر المسؤولية التي ارتضوها على عاتقهم. ولهم منا كل الشكر والامتنان.
كل الشكر والامتنان لأهل وإدارة روج آفا الذين قدموا لنا كل أنواع الدعم والمساعدة
خيرو شيخ خلف: أحد النازحين في مخيم نوروز
هنأ شعبنا الكردستاني والقائد عبدالله أوجلان بتحرير شنكال، هذا التحرير الذي شارك فيه قواتنا المشتركة من كريلا ووحدات حماية الشعب ووحدات مقاومة شنكال، يجب أن لا ينكر أحد بطولات هؤلاء الأبطال الذين اندفعوا لتحرير شنكال وطرد داعش منها منذ أكثر من سنة وثلاثة أشهر، ولم يكن للبيشمركة أي دور في هذه المقاومة إلا منذ يومين حين جاؤوا وشاركوا بتحرير شنكال وحاولوا إنكار والتنكر للقوات المشتركة.
وبهذه المناسبة أقدم كل الشكر والامتنان لأهل وإدارة روج آفا الذين قدموا لنا كل أنواع الدعم والمساعدة والإغاثة، ما فعله قوات المشتركة بالتكاتف والتلاحم مع سكان أهلنا في روج آفا هو محل تقديرنا لأننا لا يمكن ببعض كلمات نعطي الموضوع حقه.
كنا نبكي على ما يحصل معنا حتى جاؤوا الرفاق فجلبوا لنا معهم الطعام والماء
نعام كرو:
نازحة في مخيم نوروز
نقدم شكرنا لكل الرفاق الذين قدموا لنا المساعدة والنجدة ولولاهم لواجهتنا مصاعب كثيرة، فهم الذين فتحوا لنا الطريق وحتى قاموا بحمايتنا حتى وصولنا إلى روج آفا بسلام وأمان، فقد بقينا هاربين من مرتزقة داعش ثلاثة أيام في العراء بلا طعام ولا ماء كنا نبكي على ما يحصل معنا حتى جاؤوا الرفاق فجلبوا لنا معهم الطعام والماء وقاموا بتقديم كل التسهيلات حتى وصولنا إلى هنا، والقوات المشتركة التي قاومت مرتزقة داعش كانت كريلا والـYPG والـYPJ و الـ YPSوغيرهم فيما البيشمركة هربوا.
ولن ننسى ما قدمه لنا أهلنا في روج آفا ولهم منا كل الشكر والامتنان.

زر الذهاب إلى الأعلى