مقالات

الارهاب ينشط عندما يضعف صاحبه

محسن احمد
يعتبر الارهاب من اكثر المصطلحات تداولا واستعمالا في العقود الماضية القريبة والحالية رغم ان تاريخه ونشأته يمتد الى العصور الاولى من تاريخ البشرية ونشأتها وتعددت اسبابه ونتائجه ولسنا في صدد البحث في تفاصيله اليوم لاننا نرغب فهم ما يجري حولنا الان ولا نرغب في الغوص في الماضي البعيد وما يهمنا اليوم هو الحاضر فنحن كاشعب يعيش على هذه الارض ويشارك الأقوام الآخرى الحياة على هذه المعمورة مستهدفون في الإطار العام بحكم موقعنا وبشكل خاص لمطالبنا وحقوقنا كاكورد .
ممارسة الارهاب والقيام به من اسهل الاعمال والافعال الاجرامية بحق الانسان المخالف لنا والذي نعتبره عدو لنا والارهاب لا يكلف كثيرا اذا قارنا بين حجم خسائر الجاني كافرد والمجني عليه كافرد او مجتمع ، ولا يحتاج في كثير من الأحوال  لا الى المال الوفير ولا الى العتاد الكثير . وما يحتاجه الإرهابي هو فقط اخافة الناس عن طريق اعمال عنف وحشية مقززة مخالفة للاخلاق والقيم الاجتماعية المعروفة الهدف منها بث الرعب والخوف في قلوب المستهدفين الى ابعد الحدود حتى تعطي أفضل النتائج حسب رغبة الإرهابي .
غرب كوردستان حالها لا يختلف عن حال الأجزاء الاخرى من كوردستان وهي تتعرض لحملات ارهاب مركزة خلال السنوات الماضية الذي يختلف اليوم ان الحدود مفتوحة على مصراعيها وساحات المواجهة كثيرة في روج افا والعدو هنا جمع وأخذ ميراث جميع الإرهابيين في كوردستان والعالم ويقوم بتجربته ومحاولة تطبيقه للوصول الى أهدافه . وهنا لابد ان نذكر الارهاب التركي المستمر في شمال كوردستان عسكريا وسياسيا ضد من يطالب بحقوقه القومية والارادة الحرة بالتوازي مع هجماته الموجهة من بعيد عبر حلفائه المعروفين تماما وما سبق الانتخابات الاخيرة او بعدها  وآخرها محاولاته اغتيال القيادي الكوردي المعروف صلاح الدين ديمرتاش والتي بائت بالفشل أمثلة واضحة .
مساحات المواجهة تمدد الى مئات الكيلومترات أماكن وتوقيت الضربات الإرهابية بدأت من ديرك وحتى عفرين مرورا بجميع مدن وبلدات وقرى روج افا أكثرها وحشية ودموية كانت في كوباني المقاومة والصمود حيث تغلغل العشرات من المرتزقة والمتوحشين في هيئات بشر بين المدنين وهم نيام وقاموا بقتل كل من وجدوه ولم يفرقوا بين شيخ او طفل او امرأة لقد تم تصفية الجميع لاجل القتل والترهيب .
هؤلاء الارهابين والمجرمين شقوا طريقهم الى باريس الى قلب اوربا التي احتضنتهم في وقت حاجة  وجزاء الصنيع الحسن لهم بان قاموا بتلك الاعمال القذرة في 13 نوفمبر الحالي قتلوا اكثر من مئة شخص وجرحوا مئات اخرين وكان هدفهم هو قتل عدد اكثر مما نجحوا فيه وذلك لعدم نجاح خططهم بالشكل الذي خططوا له .
نسمع ونقرأ هنا وهناك المديح والثناء المبطن والغير مباشر على من قام بهذه الاعمال الشنيعة على انها انتصار للمسلمين (المتطرفين طبعا) واختراق للاجهزة الأمنية في الدول الأوربية التي يعتبرونها كافرة وهذه القراءات والتحليلات لاحظناها حتى في مواقع وقنوات عربية معروفة ، فقد خصصوا ساعات طويلة للنقاش والتحليل على ان المخططين لديهم ذكاء خارق وعباقرة في المهام الموكلة لهم . قتل الناس المدنين ياسادة في المطاعم وصالات الحفلات وملاعب الرياضة وفي الشوارع لا تحتاج  الى الذكاء والعبقرية وإنما تحتاج فقط الى ارهابيين ومجرمين بعقلية وحشية داعشية تم صقلها في سوريا والعراق وهي تتلذذ في ذبح وحرق وقنص الأبرياء ذنبهم الوحيد انهم تواجدوا في عصر هؤلاء وليس الى دراسة وتخطيط .
القوانين الغربية مسالمة بطبيعتها فهي مخصصة لشعوب تقدر وتتقيد بها واستفاد هؤلاء المجرمين من الثغرات التي تناسبهم في التحرك بحرية بين جميع البلدان الاوربية  .
وفي هذا السياق اتذكر حادثة جرت قبل عدة اشهر فقط في مدينة بريمن الالمانية وهي عندما تم ابلاغ السلطات الأمنية  عن عمل ارهابي محتمل حسب تقارير استخباراتية وتسريبات صحفية ايضا يمكن ان يستهدف ملعب المدينة اثناء مباراة كرة قدم ، وحسب المعلومات التي تلقتها القوات الأمنية داهمت الشرطة الالمانية وقوات مكافحة الارهاب المركز الاسلامي الذي سارت حوله الشكوك بوجود أسلحة ومخططات لعمليات ارهابية … لم يدخل البوليس باحذيتهم للمركز اثناء التفتيش احتراما لمشاعر المسلمين وتفاديا لاي صدامات مع العلم ان اكثر من أربعين شخصا من بريمن التحق بتنظيم داعش في سوريا والعراق وجميعهم مروا من هذه المراكز والجمعيات وتم التأكد على مقتل العديد منهم في معارك بسوريا ، فهل هناك من يمنع ان يرجع هؤلاء من جديد الى هذه المدينة المسالمة ويقوموا بنفس ما قاموا به في باريس مستفيدين من المرونة في القوانين . وهل هناك من يستطيع احصاء عدد المساجد التي هدمت وخربت وقصفت فوق رؤوس المصلين المسلمين بادي مسلمين اخرين متبادلين في الأدوار يكون ضحية اليوم هو فاعل الغد او العكس ..؟؟
زر الذهاب إلى الأعلى