ثقافة

الأزدا أو الإزدياتية أو الإيزيديين

عباس عمر العضو الفخري في البيت الإيزيدي بروج آفايي كردستان
الأزدا أو الإزدياتية أو الإيزيديين هي أولى الديانات التوحيدية التي أوجدت على سطح الأرض عبر إيمانها بوجود الخالق الواحد الأحد، ومن خلال تسميتها هذه يمكن استنباط المعنى أولاً فهو أول دين كردي المنبت والمنشأ بحكم ولادته في كردستان ومن حيث اسمه الكردي الذي يرمز إلى الإله الذي وهب نفسه بنفسه، إلا أن هذا الدين ومعتنقيه أذاقوا الأمرين على أيدي منافسيهم من الديانات والقوميات الأخرى تارة تحت يافطة القومية وأخرى تحت يافطة الدين والتشويه عليه على أساس هم كفار والإمبراطورية الفارسية كانت السباقة لهذا الأمر، فأوجدت الزرادشتية كبديل للإيزيدية وذلك للنيل من وحدانية هذا الدين النبيل.
ثم جاء الإسلام ليدخل إلى كردستان التي حينها كانت الإيزيدية هي المعتنق الأساسي ورافضين اعتناق الإسلام، إلا أن معركة القادسية والتي قادها خالد بن الوليد أدخل الإسلام قسراً إلى كردستان تاركاً خلفه الدمار والخراب بقوة السيف على أسلمة الكرد وقتل كل من رفض الدخول إلى الإسلام، هرب من استطاع الهروب إلى الجبال من الضربات القاصمة التي كسرت ظهورهم، ناهيك عن عشرات الفرمانات الأخرى التي آلت بهم وإلى يومنا هذا والتي ختمت الفرمان الأخير على أيدي أشد وألد أعداء الإنسانية المتمثلة بتنظيم داعش الإسلاموي والتي هاجمت شنكال في أوائل شهر آب من العام المنصرم أمام تخاذل وتآمر قوات البيشمركة التي تركت هذا الشعب الآمن بين أيدي جلاديه تحت حجج لا أساس لها من الواقعية.
فالمصيبة هنا تكمن بأن الإيزيديين كانوا ومنذ عام ٢٠٠٣ أي أيام سقوط الطاغية صدام حسين بين نارين حيث كانوا محرومين من أبسط الحقوق، وعندما كانوا يطالبون بحقوقهم من الحكومة المركزية كان حكومة الإقليم تتهمهم بشتى التهم ولدى توجههم إلى حكومة الإقليم كانت تتحجج عليهم بأن شنكال تقع ضمن المناطق المتنازع عليها في البند ١٤٠من الدستور العراقي، وبقيت شنكال وبعشيقة وبحزاني دون إرادة أو تمثيل لهم من الحكومتين متنكرين حقوقهم حتى في التطوع في البيشمركة وإبقاءهم معلقين بخيط هش تحت رحمة وشفقة حكومة الإقليم الذين أصلاً لا يعترفون حتى بإنسانيتهم، ولازال حتى من خلال العلاقات الاجتماعية فحتى إنهم لا يأكلون من أيديهم وحتى شراء منتجاتهم الزراعية والحيوانية في أسواق دهوك وأربيل، وحتى الأيدي العاملة الإيزيدية كانت غير مرغوبة لديهم مما دفع بالشباب الإيزيدي إلى النيل بفتوة حلق شواربهم من رموزهم الدينية كي يتمكنوا من العمل في كردستان.
فأين الوجود الحقيقي الإيزيدي في مفاهيم حزب الديمقراطي الكردستاني ومسؤوليه وأي أخوة تجمعهم سواء في نظامهم الداخلي أو نظامهم المجتمعي وحتى الأخلاقي سوى بعد الفتات لأشخاص يعملون لديهم بصفة إرتزاقية أمثال شيخ شامو الذي حرم عليه دخوله الوحيد إلى البرلمان متنكرين حقهم حتى من الكوتا الذي ناله الصابئة والكلدانيين الذين لم يتجاوز أعدادهم عشرة آلاف نسمة.
فكيف نستطيع قراءة هذا المشهد المؤسف في تعامل الديمقراطي الكردستاني مع بني جلدته وكيف للإيزيدي أن يعتز بكرديته أمام العالم من خلال هذا التعامل المقيت من بني جلدته الكرد.
والأنكى من كل هذا هي المؤامرات السياسية التي حكيت من خلف الستار لبيع الإيزيدين وشنكال التي هي معقلهم ورمزهم في بازارت سياسية خفية بالأسواق الأردنية.
وهذا يظهر مجدداً مؤامرة أخرى تحاك ضدهم وذلك من خلال طرح مفهوم أكثر قذارة من سابقتها وهي بضرورة انسحاب الكريلا من شنكال والتحجج عليهم بأنهم يعملون على فشل خططهم بتحرير شنكال.
فمن يهدي شنكال بشعبها إلى داعش لا يمكن أن يقوم بتحريرها ونرى يومياً تصريحات خلبية تصدر من متسوليهم أمثال قاسم ششو الذي يقول نقبل بفرمان آخر ولا نقبل بوجود حزب العمال الكردستاني في شنكال، على ما يبدو إنه لا يملك ذاكرة آدمية فمنذ عام كنت تقول لهم إنهم باعونا والذين أنقذونا كانوا وحدات حماية الشعب والكريلا ولولاهم لكان الضحايا بعشرات الآلاف وهذه حقيقة ثابتة تاريخياً، فإنك رهنت نفسك لهذا الموقع السفلي مقابل حصولك على حفنة دولارات ولقب مغشوش تتظاهر أمام روداو وكأنك قائد جيش عظيم وصبغة شعرك وشاربك تلمع من مسافات بعيدة وكأنك حررت السبايا وشنكال وبنيت إدارة إيزيدية تحكم وتدير أمور المنطقة.
فما أنت إلا دمية وألعوبة بسيطة بأيدي تابعين لحكومة أردوغان الذي فاز بانتخابات برلمانية كانت أولى ثمارها زيارة وزير خارجيته وإلقاء محاضرة تأديبية هناك والإيعاز إليهم بإظهار حزب العمال الكردستاني حزب إرهابي ويتوجب محاربته.
إن شنكال اليوم ليست كما البارحة فاليوم يوجد في شنكال قوات قوامها الآلاف من أبناءها وبناتها ومنظمين ومدربين ويستطيعون تحرير مناطقهم دون أية مساعدة منك ويمثلهم إدارتهم التي أرعبتكم وقوات تحرير إيزيدخان هم من يعرفون لبناء علاقات مع من يعمل على تحريرهم بعيداً عن روح التآمر والتخاذل الذي تخرجتم من صفوفها.
وأخيراً فإن شنكال كردستانية وقاطنوها كرد وحزب العمال الكردستاني تملك الأحقية في الدفاع عن أية منطقة كردستانية مادام شعبها هناك تعيش دائرة الخطر، وعندما جاءت إلى شنكال فإنها لم تأت بدعوة من أحد بالعكس رأينا السيد رئيس الإقليم كان في ضيافتهم فما الذي بدل وغير الأمور رأساً على عقب ولماذا هذه الذاكرة الضعيفة التي لا تتسع واحد ميكابايت يا جماعة؟

زر الذهاب إلى الأعلى